الأربعاء، 5 فبراير 2014

خارج الحديقة ... شعر : ياسر الششتاوي




خارج الحديقة
  شعر : ياسر الششتاوي


أيها الورد

قف قليلاً

لكي تسمع حكايتي

أنا المنصهر

في الغواية

أسبح في بحرها

من أقصاي

إلى أقصاي

كأنني اشتعال نهر فوضوي

في كف الزمن

كنت صغيراً

لا أعي

ما سيكون

ولم تكن الحياة ولا الموت قضيتي

طفولتي كالزجاج

الذي انكسر

وحين كبرتُ

رحت أزداد يوماً

عن يوم ٍ

جنوناً شائك الملامح

أتذكر زجاجي

في بعض الأحيان

أشرب

من نفسي

ونفسي

تشرب مني

حتى  النهاية

أيها الورد

هل تسمع ؟

أم تحتاج إلى سمّاعة ؟

هل تسمع ؟؟

كم هزمتني حفرة ٌ

وفيها عشت

والناس لا تبصرني

ولا تدرك أنني

في حفرة ٍ

ولكنني أعرف

ما أثقل المعرفة

على من يعطيها

التفاتة الضمير

أيها الورد

لن أكون مثلك

هذا ما يراودني

حتى الآن

ولا تكن مثلي

كي لا تتحول

إلى هدفٍ

لشهوة الريح

وتقضي حياتك

خارج الحديقة

أنظر الآن

إلى سور الحديقة التي فقدتها

أشعر

بالضياع الذي يملؤني

ينمو بداخلي

أسقيه

أطعمه

بدلاً من أن أقتله

كأنني

في خضم سياقاتي الداخلية

أفتقد البوصلة

اللعنة ... شعر :ياسر الششتاوي

اللعنة ...
شعر : ياسر الششتاوي
اللعنة تطارده
يجري
يجري
ولا تتركه يتوقف
يغرق
في أخطائه
تفرح
تتركه وحده
وتمنع الشمس
من ذبح ظلامه
يصرخ
يصرخ
تسمعه اللعنة
ولا تدع أحداً يسمعه
تزين الذنب له
يرشف
يسكر
يبدع في انفلاته
ويجتهد
ينسى الطريق
الطريق الطريق
يرتطم بالجدار
ولا يفيق
والجدار تحته كنزٌ
ولا يدري
يصبح مفتوناً
بما لا يملك
من جسد ٍ
خارج الوجود
يشطح
في أفكاره
يجلس في بئره
منتظراً للسيارة
ولا يأتون
يموت
على صدر الماء
يتبخر
يحلم أن يكون مطراً
لكنه ....
يحلم
فيكون مطراً
يسقط
فوق بركان ٍ
فيحترق
هذا ليس أول ماء يحترق
يحترق
ولا ينطفئ البركان
أو يشعر به
اللعنة تطارده
يستيقظ من نومه
يلعن البركان
لكن واقعه
أشد من البركان
إنما لا يقتله
واقعه قد يكون
هو اللعنة
وقد تكون اللعنة
هي اللعنة
فاللعنة تطارده
حتى في أحلامه
يصنع في جسر ٍ
يصله بالنجاة
فينجو الجسر
ولا ينجو
ترفضه النجاة
وتقول له :
لقد اكتفينا
بما لدينا
ماذا يفعل ؟!
واللعنة تطارده
هل يستسلم ؟
ويصمت ؟
ويستمر
في نبوءة المصير
التي قالت له
عن سقوطه الأخير
أم يخطف بحراً
يرضعه من ثدي النجوم
ينفلق له
اثني عشر طريقاً
كتفاح عزيمة ٍ
بصدر نبي
من عبق الوحي
قلب الموازين
لا يدري
لا يدري
كيف يأتي بقبسه
واللعنة تطارده
ولا تتوقف
حتى الآن ؟!!

الأربعاء، 23 يناير 2013

رصاص الدهشة... شعر : ياسر الششتاوي

اطلق رصاص الدهشة
على صدر الجمودْ
ولا تكن تراباً
ما دمتَ تقدر
كى لانتصار أعماقك تقودْ
كفاك من استنشاق الوهم
والعيش على فتات وقت ٍ
لا يكسر القبح َ
ولا لمجراتك الغارقة يعيدْ
لتصل القلب بالماء
قبل أن يصل الجدبُ
ولا تواصلْ لحزنك السجودْ
هى أرملة ٌ
تلك الحياة
لكنها تعرفنا جيداً
تعبر على جسر أجسادنا
لتتزوج الخلودْ
كي تعرفها كن بوصلة شدو ٍ
لا يشنق نفسه
تحت أقدام الخريف
ومن بحارك
لا تأمل أن تعودْ
صهْ إلى الموج المثقف
وهو يحكي حكاياه
بعد تناول عشائه
من جدلية الوجودْ
اعلنْ
ما تعلمتَ منه
للضوء الكريم
ولا تبدّل
حنجرة الصدق
بحنجرة الجحودْ
لم يبق إلا القليل
وتثمر الوعودْ
*********
هذا بوحك المحلّى
بسكّر التجاربْ
لتعرف
من الأمس
لأجل من في الغد تحاربْ
ولا تلبس قناعاً
فوجهك مؤمن ٌ
وصوتك قاربْ
لماذا تخاف ؟!!
الموت أقرب
من دمك لدمك
والحياة تسخر
من كل هاربْ
هناك
في آخر المشوار
لا بد من حقيقة ٍ
تسقط
من شجر المشاربْ
قد تكون حلوة ً
كتفاح المشاعل
وقد تكون مرة ً
فتطفح المسالبْ
لن أسال نفسي
إلا دائما
عن ماهية خطواتي
وإلى أين
تعدو الحقائب ؟!!

الخميس، 17 يناير 2013

الموت في بلادي ... شعر : ياسر الششتاوي


الموت في بلادي
يفعل ما يريده                     
ولا يُحاسب
وحكومتنا تسانده
قطاراتٌ مرتعشة ٌ
مسنّة ٌ
نُقذف فيها
مثلما علب السردين
والمسؤولون يأكلون
ويشربون
يضحكون
ويجازون براتبٍ ضخمٍ
والأمهات تقطّعتْ قلوبهم
بسكين المصيبة
والصبر من أين يشترون ؟
قل أيها الصبر
فالفقراء في بلادي يموتون
جوعاً
وحرقاً
وغرقاً
وتحت الأنقاض تلقاهم
على رفاتهم يكتبون
متى يا بلادي
ترحل عنك الكوارث ؟؟
***
هذا قطار الموت
يأكل أجسادنا
قطعة ً
قطعة ً
رغماً عنه
يا أيها القطار
ماذا جرى ؟؟
قل لنا
قال القطار :
لا وقت عندي للكلام
إنني أبكي
أبكي على الجرحى
والشهداء
وأخاف أن أبكي غداً
على موت الوطن
في قطار
بدون مكابح
يا أيها الإهمال
قل لنا
ماذا جرى ؟؟
أشاح بوجهه
لم أفعل شيئاً
السبب غيري
السبب غيري
أنا طوال عمري منضبط جداً !!
يا أيتها الحكومة
ماذا جرى
الحكومة تعلن
سندفع خمسين ألفاً
عن كل رأس
ماتت
وعشرة عمن قد جرح
والبقاء لله
ماذا سنفعل
أمام القضاء والقدر ؟؟
شكراً لك
أيتها الحكومة
كم أتمنى أن أموت
حتى أنال الخمسين ألفاً
وأشتري
قبراً فاخراً
يليق بموتي
في قطارنا الوطني
وأضع الباقي
في البنك الأهلي للموتى
لتمتْ
أيها الشعب جميعاً
تحت عجلات القطار
كي تنال الخمسين
فالموت في بلادي
أصبح له ثمناً
ما أبخس الثمن
الموت في بلادي
سيأتي كل يوم ٍ
كي يأخذ
مايريده ... وزيادة
لكنه لن يفرم
غير الفقراء
كي يصيروا كفتة الوطن
سيترك السادة الكبار
والوزراء
من يجازون براتب ضخم
ومن لا ينسون
أن يقوموا
باجتماعات وهميةٍ
تشبههم
ثم يضحكون
أو يبكون
إذا تتطلب الأمر
حفنة نفاق ٍ
أيها الموت
لك الحق
أن تأتي كل يومٍ
تأخذ ما تريده
وزيادة
ما دام هؤلاء
يقودون القطار

               شعر : ياسر الششتاوي
               16 ـ 1 ـ 2013م


الأحد، 17 يونيو 2012

المهزلة ... شعر : ياسر الششتاوي

لا تدخل المهزلة
ولا تتحرش
بأخبارها
أيها المقدس
من جانب السوسنات
ولا تجادل
جهل الحنظل
ولا تجلس
في محرابها الوثنيّ
من أجل غنيمةٍ
لا تذبح الأسئلة
النور أغنى
من درّهم الوهميّ
ومن صراخهم المغشوش
لا تبدل وجهك
لو كرهوا طلعته
أو تعلن
عن وفاة حبك
للرحلة المقبلة
كن
ما لن يكونوا
ولا تحفل
بأسلحة غدرهم
لا تدخل المهزلة
ولا تكن طرفاً فيها
ولا تبايع
كاهنها الأكبر بنظرة ٍ
أنت أكبر
من ذلك
هل تلقي بسيفك
وتقعد
مع النساء
تطبخ أعضاء حزنك
لتطعم يأسك
في ظل ما سيبدو
في ضميرك
من جروح ٍ قاتلة ؟!!
كن
ملك الوعي
بما يجري
ولا تظهر
إلا لتصنع اللحظة الفاصلة

الثلاثاء، 31 يناير 2012

الجهة المعتمة ... شعر : ياسر الششتاوي

من الجهة المعتمة

قد تأتي معجزة ٌ

تفتح الأبواب النائمة

قد يأتي

ما لا يظن النهرُ

وتبدأ الحكاية

في رسم خيوطها

إلى البرء الأكبر

ويسقط اليأسُ

من الجهة المعتمة

قد تأتي المفاتيح

على أقدامها

تجتاز أهوالاً

لكي تعلن

عكس ما يعلن الدهرُ

من الجهة المعتمة

لا تخفْ

ولا تسأم

فمنها قد تتعلم

وتطلق الأفكار في ذهنك

عما يموج خلفها

أكبر ما يعاديكَ

أن تظن بأن كل شيء سهلٌ

أو ينبغي أن يكون مضيئاً دائما

من الجهة المعتمة

قد يتفتح في نفسك

ألف أمر ٍ

حدقْ

ثم حدقْ

في الجهة المعتمة

قد لا ترى

ولكن هناك أشياء

في نبضها

تخفيها بسعادة ٍ

قد تعرف قيمتها

فيما بعد

الجهة المعتمة

قد تكون أنتَ

وقد تكون الظروف

وقد تكون

ما لا يكون

لكنني هكذا

لا أكره الجهة المعتمة

فربما

يأتي منها الفجرُ

الجمعة، 27 يناير 2012

تعذب بحبها ... شعر : ياسر الششتاوي

كنتِ هناك

تأسرين ما في الأرض

من براءةٍ

وتدهشين المجرات

لم أعلم ما لديكِ

أو تجاهلتُ

وكنتُ أبحث

عن حصادي الوهميّ

في فضاءات سواكِ

حتى احترقتُ

بما كنتُ أظنه ثلجاً

في لفح الوقت القادم

من شرنقة التفجر الكونيّ

كنتِ هناك

بالعذوبة تزدحمين

وطيبة القلب التي تسكر

لم أنتبه

لما سيحدث لقلبي

من شروخ

بعد أن ماتت فرصتي

للوصول إليكِ

وأن أسمع

صوتك الملائكي

يغذي نشوة أبعادي

كأنني خلقتُ

كي أخسر

أجمل ما يجمل حياتي

وأبكي عليه

بعد انهيار الأوان

فلقد كنتِ هناك

تعطرين العطرَ

بزفيرك الأنثوي

فلماذا لم أتقدم

كي أحوز طزاجتك الآدمية

وأهب مشاعري

الكنز المخبوء

في سحاب عينيكِ

كأنني لم أكن أدري

بما أصبحتُ عليه الآن

من لوعةٍ

تقتص مني

على تأخري

عن ندائك الصامت لي

حتى فقدتكِ

والفقد ما يزال

يحيطني بنذالة الحرمان

والباب مغلقٌ

يبصر دموع أعماقي

برغم أن البعض

قد يظن أنني سعيدٌ

هل يمكن

أن أكون سعيداً بعدها ؟!

لا يمكن

أن أغوص في بهجةٍ عذراء

إلا إذا عاد الزمان بي ثانياً

إلى الوراء

على جواد معجزةٍ

وأفعل غير ما كنتُ أفعل

كي أنالها

رد الزمان عليّ

كم أنتَ واهمٌ

فلتتعذب ما شئتَ بحبها !!